close
استطلاع يتوقع تمدد "حراك الريف" .. الاعتقالات والمهاجرون أسباب

استطلاع يتوقع تمدد "حراك الريف" .. الاعتقالات والمهاجرون أسباب

استطلاع يتوقع تمدد "حراك الريف" .. الاعتقالات والمهاجرون أسباب
استطلاع يتوقع تمدد "حراك الريف" .. الاعتقالات والمهاجرون أسباب
استطلاع يتوقع تمدد "حراك الريف" .. الاعتقالات والمهاجرون أسباب

هل سيتمدد حراك الريف أم إن موعد انطفائه قد حان؟ كان ذلك موضوع الاستطلاع الدوري لجريدة هسبريس الإلكترونية، الذي شارك فيه حوالي 25 ألف قارئ ومشاهد، للإجابة على السؤال عبر اختيارين لا ثالث لهما. 

ومن أصل 24 ألفا و708 مشاركين، يرى 64.28 في المائة منهم أن الحراك بمنطقة الريف سيتمدد، فيما يعتقد 35.72 في المائة أنه سينطفئ، وهو ما يظهر أن أغلب المشاركين يرون أن قوة الاحتجاجات بالريف لن يخفت بريقها بسهولة. 

وفي تعليقه على نتائج الاستطلاع، أبرز عبد الرحيم العلام، محلل سياسي، أن هذه النتيجة تبقى عادية مادامت الاعتقالات في صفوف نشطاء الحراك ما تزال قائمة، مسجّلا في المقابل أن الاعتقالات لو لم تكن مستمرة لما استمر الحراك بدوره إلى ما يناهز 8 أشهر. 

وقال العلام في حديث مع هسبريس: "الحراك الاجتماعي له الدورة نفسها للكائنات؛ بحيث يظهر ثم ينمو، يتقوى، ويشيخ ثم يموت، تماما كما هو الحال بالنسبة للكائنات الاجتماعية التي تحركه في نهاية المطاف"، مضيفا في السياق ذاته أن "موجه الاعتقالات منعت الحراك من خفوت حدته على اعتبار أن أعداد المعتقلين كبيرة جدا". 

وزاد العلام أن اعتقال حوالي 200 ناشط يحيلنا على وجود 200 عائلة و200 صديق ومتعاطف وأكثر، و"بالتالي إذا ما شكل الرقم ألفين أو ثلاثة آلاف شخص فقط، سنكون إزاء عدد من الناس سيعطي للحراك نفسا جديدا"، وفق تحليله. 

وأضاف العلام، في استحضار الأسباب التي يراها ستساهم في إذكاء شرارة الحراك، أن العطلة الدراسة ستشكل دفعة قوية لهذا الأخير، على اعتبار أن "عددا من التلاميذ والطلبة كانوا يهيؤون لامتحانات آخر السنة، فضلا عن وجود طلبة يدرسون في مناطق بعيدة، كالرباط والدار البيضاء أو حتى خارج المغرب"، وأورد أن هذا الأمر "سيعزز الحراك بشخصيات أخرى مثقفة ولها حس نضالي". 

ولم يغفل العلام معطى آخر مرتبطا بالمهاجرين الريفيين المقيمين بأوروبا، الذين سيعودون، بحسبه، إلى المنطقة وسيعطون للحراك وهجا أكبر؛ فـ "هؤلاء سينفقون على الحراك بكل ما هو لوجستيكي من لافتات وميغافونات وغيرها، دون أن يسقطوا في فخ التحويلات المالية من الخارج"، موردا أن الريف له جالية مثقفة بالخارج، ولها حساسية من "الحكرة" منذ أحداث 1985 و1959 الدامية بالمنطقة. 

هذه الفئة نشيطة جدا، استنادا إلى ما صرح به العلام، الذي أفاد بأن الوقفات التي قامت بها في أوروبا تضامنا مع الريف في الآونة الأخيرة تبقى غير مسبوقة، قبل أن يزيد أن أغلب أفراد هذه الفئة يتوفرون على جنسية مزدوجة وهو ما يوفر لهم حصانة تبقيهم بعيدين عن شبح الاعتقال مخافة دخول الدول الأوروبية التي ينتمون إليها على الخط. 

وفي شرح لهذه الأسباب دائما، أوضح المحلل السياسي أن منطقة الريف تتميز بوحدة أصول سكانها عكس عدد من المناطق الأخرى المنفتحة والمتميزة بتنوع أعراق سكانها ومشاربهم، وهو ما يجعل الكل متضامنا بالريف مع القضية، وكل من يقصر في ذلك يخشى أن ينعت بالخيانة. 

وعاد العلام إلى التأكيد على أن إطفاء شرارة الحراك بالريف رهين بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، ومصاحبة ذلك بأعمال بناء على الميدان، كما تم الاتفاق عليه في لائحة المطالب المقدمة للحكومة من طرف الساكنة. 

من جهته، أوضح محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن سؤال الاستطلاع واضح وغير مطبوع بالتموج، إلا أنه عاد وأشار من الناحية المنهجية إلى أنه من اللازم تحديد مفهوم "الحراك" الذي استنسخ، بحسبه، من النموذج الاحتجاجي المصري بالتحديد، وتم إسقاطه على طلبات جماهيرية، وهو ما يراه لا ينطبق على الشكل الاحتجاجي في الريف. 

بودن، الذي يميل إلى خيار انطفاء ما يصفها بالحركة الاحتجاجية بالريف، يرى، في تصريح لهسبريس، أن "حدوث ذلك رهين بعدد من الإجراءات، على رأسها تحقيق استجابة غير منقوصة تجاه المطالب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوقية". 

وأضاف المتحدث ذاته أن "المطلب الرئيسي الذي قفز إلى المشهد بشكل واضح الآن يتعلق بإطلاق سراح المعتقلين، وهو ما يعني أن ممكنات الحل تتطلب تنازلات تتجاوز معطيات الحالة التي تبقى معقدة بفعل تداخل عوامل ومتغيرات يومية". 

الأمر الثاني بالنسبة للمحلل السياسي ذاته، هو ما أسماه اللعب على الانتظارية وانطفاء الحماس لدى اللاعبين في ميادين الاحتجاج، و"هذا قد يحصل بعدة مؤثرات، من بينها ضبط إيقاع الاستجابة للمطالب، والغياب المطول لقادة الحركة الاحتجاجية وحصول انزياح عن الأهداف الرئيسية للاحتجاج أو حتى بروز معطيات غير متداولة بشأن محركات الاحتجاجات". 

وفي ما يتعلق بسيناريو تمدد الحراك، يرى بودن أن هذا "الخيار ليس في مصلحة أحد إلا الجهات المتغلغلة، وأعتقد أن تحديد مستقبل الاستقرار في المنطقة يجب أن يكون من مسؤولية المؤسسات. ومن أجل وضع حد للوضع وقطع شريان اتساع بقعة الزيت، يجب أولا التخلص من المراوحة وتغذية سوء الفهم بين الأطراف، ولعب الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لأدوار إيجابية لا تركز على سيادة خطاب انتصار طرف مغربي على حساب طرف مغربي آخر". 

وزاد بودن، في مقابل ذلك، بالقول: "إن الحجة التي يمكنني تقديمها بشأن عدم ميلي إلى خيار التمدد تتعلق بالارتباط العضوي لأهل الريف بالمغرب ووعي الساكنة بخطورة خيار التمدد الذي لن يساهم إلا في اهتزاز الأوضاع بصورة مدوية"، ميرزا أن "أهل الريف قادرون على ترويض الذاكرة التاريخية للمنطقة، وأن الدخول في دورة احتجاج بلا نهاية أمر له ضريبته".

شارك الموضوع إذا أعجبك :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق