close
لماذا اختارت أمريكا أفغانستان لإسقاط "أم قنابلها"؟

لماذا اختارت أمريكا أفغانستان لإسقاط "أم قنابلها"؟

لماذا اختارت أمريكا أفغانستان لإسقاط "أم قنابلها"؟

لماذا اختارت أمريكا أفغانستان لإسقاط "أم قنابلها"؟
لماذا اختارت أمريكا أفغانستان لإسقاط "أم قنابلها"؟



عادت أمريكا إلى أفغانستان لكنها اختارت العودة بشكل دراماتيكي وكنوع من إبراز العضلات بعد أن جربت قنبلة "أم القنابل"، وهي أضخم قنبلة تملكها أمريكا اليوم في ترسانتها غير النووية، وأعلنت رسميا أنها في إطار ملاحقة "تنظيم الدولة" في أفغانستان قررت استهدافه بهذه القنبلة، وأعلنت عبر قواتها المسلحة أنها نفذت أضخم هجوم بأضخم صاروخ تملكه أمريكا، وأنها استهدفت عدداً من المعاقل والمخابئ التابعة لـ"تنظيم الدولة" في هذا الهجوم الأول من نوعه.
وأشاد الرئيس الأمريكي بهذا التقدم النوعي للجيش الأمريكي، وأكد أنه قرر ممارسة المزيد من الضغوط العسكرية على المجموعات الإرهابية في أفغانستان وغيرها من المناطق العالم الموجود فيها "تنظيم الدولة".
وبعد الهجوم الأمريكي، سارعت عدة جهات للتعبير عن موقفها، من بينها حركة "طالبان" في أفغانستان، والحكومة الأفغانية، بينما التزمت باكستان الصمت المطبق رغم أنه على بضعة كيلومترات من حدودها ولم تعلق عليه.  
لماذا استهدفت أمريكا "داعش" أفغانستان بـ"أم القنابل"؟
السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا استهدفت أمريكا "تنظيم الدولة" في أفغانستان؟ ولماذا اختارت أن تقصفه بقنبلة تدعى "أم القنابل"، ولم تحاول تجربتها ضد "القاعدة" في اليمن الذي تعتبره أكبر خطر يتهددها، ولم تستخدمها ضد "داعش" في العراق أو سورية واختارت أفغانستان وتحديداً "تنظيم الدولة"؟
ويقول بعض الخبراء في المنطقة وعلى رأسهم إمتياز جل، رئيس معهد دراسات الأمن، وعامر راما، رئيس معهد دراسات السلام، والجنرال أسلم بيك، رئيس معهد الدراسات الأمنية والإستراتيجية: إن استهداف أمريكا "داعش" في أفغانستان أمر ينم عن جهل بحقيقة الوضع في المنطقة، وأن الهدف الحقيقي وراءه غير ما تم استهدافه، وأن العملية جرت عن عمد وليس جهلاً، وأنها كانت تهدف إلى تحقيق أهداف في المنطقة؛ أهمها:
- مصير "داعش" بيد الأمريكيين:
وفي رأي كل من عامر رانا، وإمتياز جل؛ أن الأمريكيين بقصفهم يوم الخميس 13 أبريل 2017م مخابئ "تنظيم الدولة" في أفغانستان وقرارهم استخدام "أم القنابل" لأول مرة منذ تجربتها قبل سنوات؛ أرادوا أن يُفهموا المجتمع الدولي وعلى رأسه روسيا بأن ملف "تنظيم الدولة" ومصيره هو في يد الأمريكيين؛ حيث يمكنهم وحدهم القضاء عليه بسهولة، وليس هناك أي حاجة إلى الاستعانة بقوة غير قانونية وبمجموعات مسلحة إرهابية وبمنظمات خارجة عن القانون، في إشارة إلى استعانة الروس مؤخراً بحركة "طالبان" في تطهير أفغانستان من "تنظيم الدولة" والتصدي له.
وأراد الأمريكيون كما يقول هؤلاء الخبراء أن يفهموا الروس تحديداً والصينيين بعدهم بأن عليهم ألا يخشوا "تنظيم الدولة"؛ لأن الأمريكيين مستعدون لاستخدام أشرس أسلحتهم وأكثرها ضراوة لاستئصال التنظيم من جذوره، وعدم ترك أي آثار له في أي مكان كان، واختاروا أفغانستان اليوم لأنها باتت تشكل تحالفاً لم يرضِ الأمريكيين؛ يضم حركة "طالبان" والروس وحتى الصينيين، وأن هذا التحالف مع مجموعات إرهابية - في رأي الأمريكيين - ومليشيات خارجة عن القانون سيمثل سابقة خطيرة من جهة، وسيشجع الإرهابيين على مواصلة عملياتهم في أفغانستان واستهدافهم القوات الأمريكية.
كما أن التقارب بين هذه الدول و"طالبان" سيعرض أمن ومصالح الأمريكيين لخطر كبير، وسيهدد الجنود الأمريكيين، خاصة أن الروس قاموا بتزويد "طالبان" بأسلحة متطورة، والرسالة الأمريكية إذن تريد أن تقنع الروس والصين وغيرهم أن يكفوا عن دعم "طالبان"، والرهان على الأمريكيين في قدرتهم على منع أي خطر يتهدد الأراضي الروسية والصينية، وأي خطر قد يمثله مسلحو "داعش" في المنطقة.
- قمة أفغانستان:
ويقول الجنرال "أسلم بيك": إن توقيت إسقاط "أم القنابل" في أفغانستان قبل يوم واحد من عقد روسيا قمة دولية حول أفغانستان وبمشاركة 12 دولة كانت بدورها رسالة مباشرة إلى المجتمعين إلى أن عليهم أن يعرفوا حجم أمريكا وأهميتها في حل الأزمات وفي التصدي للإرهابيين، وفي منع أي خطر يهدد الأمن الدولي.
ويضيف الجنرال بيك أن هجوم الأمريكيين على أفغانستان قبل يوم واحد من قمة دولية ستودي فيها روسيا دوراً مهماً في إنهاء أزمة أفغانستان أحرجت الأمريكيين الذين رفضوا حضور القمة وجعلتهم يظهرون على أنهم غير قادرين على إحلال السلام في أفغانستان، وأنهم رغم مرور 15 عاماً على الحرب في أفغانستان لم يتمكنوا من السيطرة على الوضع، وتمكن "داعش" من تقوية نفسه والسيطرة على مناطق مختلفة من أفغانستان رغم وجود القوات الأمريكية وأكثر من 10 آلاف جندي أمريكي وغربي في المنطقة، ويريد الأمريكيون أن يقدموا أنفسهم على أنهم الطرف الرئيس في إحلال السلام وفي التصدي لـ"داعش" في أفغانستان والجهة التي إن تم تجاهلها سوف لن يستطيع أحد تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
- أمريكا العظمى:
ويقول عامر رانا، والجنرال أسلم بيك: إن الهدف الجديد للرئيس الأمريكي هو أنه يريد أن يبعث برسالة صريحة بأن أمريكا في عهد ترمب غير أمريكا في عهد باراك أوباما، وأن الجيش الأمريكي بات أعظم قوة في العالم، ولا يستطيع أحد مواجهته أو التصدي له.
- طالبان أفغانستان:
ويضيفان أن الهدف الآخر هو إبلاغ حركة "طالبان" التي تقود المقاومة في أفغانستان بأن القنبلة التي أسقطتها أمريكا على "تنظيم الدولة" ستسقطها في الهجوم القادم عليها، وستدمر معاقل الحركة في أي مكان بـ"أم القنابل"، وأراد الأمريكيون أن يحملوا "طالبان" على أن تكون واقعية أكثر، وتتأكد أن هناك قنابل جديدة ستدخل المعركة إن هي واصلت هجماتها ضد الأمريكيين وواصلت تعريض الحكومة الأفغانية للخطر، ويلاحظ هنا أن حركة "طالبان" بعد ساعات من سقوط "أم القنابل" أصدرت بياناً تنفي فيه حصولها على دعم وأسلحة من روسيا.

"داعش" في أفغانستان؟

وعن حقيقة قوة "تنظيم الدولة" المسمى "ولاية خراسان" في أفغانستان وخطره على المنطقة، فيقول الجنرال أسلم بيك: إن قوة "داعش" في أفغانستان ليست بتلك الخطوة حتى تستهدف بقنبلة غير عادية وغير مسبوقة وكأنها تورطت في عمليات عسكرية خطيرة ضد الأمريكيين في أفغانستان، وفي رأي الخبير الأمني أن "داعش" ليس بذلك الخطر كما هو عليه في سورية والعراق.
فقوة "داعش" أو خراسان في أفغانستان ما زالت محدودة ومحصورة في أفغانستان، وغالبية المسلحين المنتمين إليه يتواجدون في ولاية ننجرهار شرق أفغانستان، وعددهم لا يزيد على ألف مقاتل ومؤيد له، ويتواجد عدد آخر منهم في شمال أفغانستان وجنوبها ولا يزيد عددهم عن ألف مسلح آخر، وهناك مقاتلون من التنظيم وصلوا من العراق وسورية منذ بداية عام 2017م ولا يزيد عددهم عن 500 مقاتل.
والملاحظة الأخرى كما يقول الجنرال بيك، ورانا؛ أن "تنظيم الدولة" لم يجرؤ على شن هجوم واحد على القوات الأمريكية في أفغانستان، وأن هجماته ظلت محصورة في استهداف القوات الأفغانية وحركة "طالبان" وحتى القوات الباكستانية على الحدود.


شارك الموضوع إذا أعجبك :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق